.علوم الباطن
هى العلوم التى تتعامل مع الروح
والله قد خلق الأنسان وبه الروح ولكن يكون الأنسان مظلما
بدون نور الروح
وأرسل الله رسوله بالقرآن الكريم هو كتاب الله الكامل
ليخرج الناس من الظلمات الى النور
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ
إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1) هُوَ
الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ
لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ
اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحديد:9) رَسُولاً
يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ
لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ
بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً) (الطلاق:11)
نجد بأن القرآن الكريم هو الذى يغذى الروح بالنور ليكون
الروح له قوة
وكتاب الله به علوم الظاهر وهى القصص القرآنية لنعلم أخبار
الأنبياء والرسل وبه الشريعه لنعلم المعاملات وبه العلوم
الطبيعية كالطب والطبيعة والفلك والشريعة والخلق والمواعظ
وغيرها
وبه علوم الباطن وهى الرحمة والنور وبه الحكمة وبه علوم
الروح وبه المعرفة بالله وبالملائكة وبالغيبيات وبه جرعات
الترقى والوصول
فنجد بأن القرآن الكريم به علوم كافة أنواع العلوم التى
تتعامل مع الماديات لحياتنا الدنيا وهى الظاهرة منها
الشريعة وعلوم الطبيعه والتاريخ والفلك والتدين وهناك علوم
باطنة تتعلق بالغيبيات والروحانيات والحكمة والترقى
للمعرفة والحقيقة
ولايصح للمشتغل بالعلوم الظاهرة أن يتكلم فى علوم الباطن
لأنها علوم خاصة الا إن كان قد عمل بها فيتكلم عنها ذلك
لأن علم الباطن لا يعلمه الا المؤمنين وتتدرج الكشف
للمعلومات حسب درجته عند الله
وعلم الروحانيات كان موجودا قبل الأسلام منذ عهد آدم ونجد
التراث لكل نبى من الأنبياء ولكل ولى وعارف فسيدنا ادريس
علم رسالة الرمل وسيدنا على علم الجفر ونبى الله سليمان
كان يحكم الجن وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا
أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ)
(النمل:20) والطير )قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا
آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي
عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) (النمل:39) وكان لديه وزير
للشئون الروحانية هو آصف ابن برخيا )قَالَ الَّذِي
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ
أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ
مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي
لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ
رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:40) يلاحظ بأن العلوم
المادية أصبحت بديلا للعلوم الروحانية التى كانت فى السابق
هى التى يتعامل بها الأنسان أى أن العالم فى الماضى كان
متحضرا مثل الآن لأن العلوم
الروحانية كانت تعوض الفرق فمثلا الآن التلفزيون ينقل
الرؤية من مكان لآخر كان بديلا عتها الكشف يمكن الأنسان أن
يطلع ويرى الأمور من على بعد وكانت هذه الأمور تخصص
للصالحين
أو يستمع للأصوات من على بعد ولعلنا نذكر موضوع ياسارية
الجبل فنتذكر فيه بأن سيدنا عمر ابن الخطاب رأى جيش
المسلمين فى المعركة وأنه أثناء خطبته للجمعة قال ياسارية
الجبل فسمعه قائد الجيش ياسارية وذهب للجبل حسب أمر أمير
المؤمنين أما الآن أصبح التليفون هو الوسيلة وهذا متاح لكل
الناس مع اختلاف درجاتهم فالماديات تحل وتعمم محل
الروحانيات لكن مازال للروحانيات ميزاتها لأنها تغطى كل
شىء سواء وصلت اليه الماديات أم لم تصل
ولكى نعرف عن الروحانيات فأنها تتعلق بماتستطيع الروح
الأنسانية أن تفعله والماديات هى ما يستطيع الأنسان كجسد
أن يفعله بواسطه الفكر والعلوم الطبيعية والعمل
وبالنسبة للروحانيات والذى أقصده العليا منها التى تعتمد
على البادة والأيمان بالله لتقوية الروح
لكى يتم التصرف فى الأمور بواسطة الروح فالأمر بسيط ليس
معقدا فهناك أسماء الله موجوده منذ خلق الله آدم وعلمها
الله له)وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ
عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي
بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
(البقرة:31) وقد توارثها الأنبياء وتم استخراج دعوات منها
فكانت هذه الدعوات
باللغة التى كان عليها هؤلاء الأنبياء وهذه الدعوات معروفه
الى الآن وهى أسماء الله بلغات مختلفه منها السريانية أو
العبرية وعندما يريد إنسان أن يستخدمها فإنه يجب عليه
التطهر وعبادة الله أولا
ثم إختيار مكان محدود خاص به بحيث لايدخل فيه الا وهو طاهر
ويقرأ الورد الذى يتكون من أسماء الله عدد كبير من المرات
لكى يتروحن أى أن روحه تصبح لها قوة روحانية بالنور وبعد
مدة حوالى 40 يوما يكون مهيأ للتعامل الروحانى ولابد أن
يكون لديه ثقافة روحانية وهى الأتجاه للخير إعتبار كل
المخلوقات أمم مثلنا لهم حقوقهم )وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي
الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا
أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ
شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام:38)
والتعامل مع كل المخلوقات بالحسنى وبالحق وبالرحمة
وبالشريعة وعدم الكبر والأخلاق وعدم التدخل فيما لايعنيه
وتكتم الأسرار والأنسان معرض لأختبارات تزيد كلما علت
منزلته والتأكد من أن الأمور كلها بيد الله وأنه عندما
يدعوا الله موقن بالأجابة والتوكل على الله
فالروحانيات هى علوم متخصصه لقوم يؤمنون بالله ولهم منزلة
عند الله وعلى أساس هذه المنازل
إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما
تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال
عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه
الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها،
ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني
لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس
المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته : صحيح البخاري عن
أبي هريرة